تخطي التنقل

المخرج هو الشخص المسؤول عن اخراج البرنامج او الفلم إلى حيز الوجود . ومن ثم فهو الذي ينظم العرض ، فيقوم بإعداد وترتيب كافة العمليات المتعلقه بالإنتاج فور استلامه للنص ، و إلى أن ينتهي تسجيل الفلم او البرنامج .

وعلى هذا النحو يمكن القول بأنه محور العمل كله ، وقائد فريق العمل في كافة مجالاته الفنيه و الحرفية ، و المسؤول الاول و الاخير عن الصورة النهائية للفلم او البرنامج كم يظهر على الشاشه.

ولا شك ان مهمه المخرج و حجم العمل الذي يؤدية ، يختلف إلى حد كبير وفقاً لنوع وحجم الانتاج وأسلوبة ، ففي العروض الصغيرة قد يكون هو المنتج والمخرج في آن واحد ، ومن ثم يكون هو المسؤال عن كافة الاعمال المالية و الادارية ، إلى جانب الاعداد و الترتيبات الفنية .. وفي حالات  أخري قد يكون مسؤولاً فقط عن الجوانب الفنية و الحرفية ، بينما يكون هنالك منتج يعمل بجانبه ، يكون بمثابة رأسه المدبر لتنفيذ الاعمال الادارية و وضع السياسات المالية و متابعة تنفيذها وفي كل الاحوال يظل المخرج هو الشخصيه الرئيسية التي تربط بين فريق العمل و توجهه .

وكما سبق القول فإن طبيعة عمل المخرج تختلف من برنامج إلى آخر وفقاً لنوع البرنامج او الفلم و طبيعته . فقد يقتصر دوره على مجرد التنسيق بين مجموعة فقرات او موضوعات اعدها اخرون ( من المراسلين و المندوبين مثلاً – او فقرات مصور على فلام او اشرطة محفوظه بالمكتبة او من التي تبعث بها الوكالات المتخصصة ) ..

اما في البرامج الدرامية و الاستعراضات المختلفة ، فإن المخرج ينفرد بدور متميز مع فريق المتخصصين في شتي المجالات و جوانب العمل الفني ( تصميم الديكورات – الإضاءة – المكياج – التصوير – الخطوط – و اللوحات … الخ ) ..فضلاً عن أنه – وحده – هو الذي يختار مجال الرؤية ، و اختيار زواية العدسة و توزيع الادوار ، وحركة الكاميرا وحركة الممثلين و المؤدين … وعند تنفيذ البرنامج او الفلم ، يكون عليه أن يراقب الصور الناتجه من كل كاميرا ..

ان المخرج لكي ينجح في مهمته على هذا النحو ينبغي ان ” تكون له ست عيون و سته ألسن و يدان “ .. وهو قول يردده البعض دلاله وتأكيداً على أن المخرج لا بد وأن يتميز بمجموعة من القدرات و المواهب الذاتيه الخاصه ، مثل الهدوء وقوة الاعصاب و الثقه بالنفس و اليقظة وسرعة اتخاذ القرار ، والقدرة الذهنية و الجسمية ، والقدرة على التعامل مع الاخرين ، والجمع بين الخيال و الواقع ، والقدرة علي موجهة الطوارئ .. فضلاً عن ضرورة أن يكون مبدعاً خلاقاً ، ملماً بقواعد العمل السينمائي او التفليزوني متمرساً فيها .

وهنا يرى البعض أن الإخراج فن و علم ، اما الفن فلا يمكن تعليمه ، واما التعليم فيكون إرشاداً وتوجيهاً للموهوبين إلى الطريق الصحيح ، علي هذا فإنه لا يمكن تعليم شخص ليصبح مخرجاً ، فالمخرج يولد مزوداً بإمكانات و مواهب خاصه تؤهله او ترشحه لهذا العمل ، ثم يكون عليه بعد ذلك أن يجمع بين الدراسة النظرية و الحرفيه ، أن يلم بأطراف ثقافه موسوعية شامله، تشتمل على الآداب و الفنون التشكيلة و الفلسفه و السياسة و الموسيقي . فضلاً عن متابعته وفهمه للواقع الذي يعيش فيه ، وإدراكه لما يدور في العالم من حولة .

ان هذه الثقافه هي التي تشكل اسلوب الفنان … وأسلوب الفنان هو موقفه … وهوفلسفته في الحياه ورؤيته لها .. و الفنان مواقف اولاً وقبل كل شيء.

جميع الحقوق تعود للكاتب الاصلي.

اترك رد او شارك